الأربعاء، 24 يونيو 2009

قراءة نقدية على طريقة فيلدمان





لوحة (الفلاح وزوجته) زيتية من الحجم الصغير بمقاس تقريبي 55*60سم.. وغالباً ما تكون هذه المقاسات المحببة دائماً (لميليه).

نبذة عن الفنان :
(جين فرانسواز ميليه) 1814- 1875م أحد أبرز رواد المدرسة الواقعية , هو ابن الفلاح الذي نشأ في الريف واشتغل في شبابه بالزراعة، فرسخت صورة الأرض والفلاح والأشجار والحيوانات والثمار في ذهنه... فكانت لوحاته تفوح برائحة الطين.. وتنبض بقلب الفلاح.. معبِّرة عن عادات الفلاحين دون أي رتوش تزويقية.
درس (ميليه) الفن في شيرلورج، وانتقل إلى باريس بعد ذلك عام 1837م، ودرس الفن على يد (ديلاروش) وتأثر بالفنان (دومييه).. وقد ظل (ميليه) يرسم مناظر الريف والفلاحين ومناظر الطبيعة طوال حياته بواقعيته وأسلوبه المتميز

نقد على طريقة فيلدمان


الوصف
يبرز في مقدمة اللوحة رجل وزوجته منحنية ظهورهم ليحصدان الأرض ,الرجل معه مجرفة لحرث الأرض والمرأة معها بذور تنثره .
وأرى في الخلفية على يسار اللوحة حمار مربوط في الشجرة محمل بالحصاد, وأيضا على يمين الخلفية هناك جبال بعيدة وأشجار متناثرة.
ويعلو هذا الحقل سماء زرقاء صافية تبدو آخر ساعات العصر.

التحليل:


إذا حللنا اللوحة من الناحية الشكلية فإننا نرى أن ميليه قسم اللوحة إلى ثلاثة أبعاد , ففي عمق اللوحة نرى الجبال وبعض المنازل أما في البعد الثاني فنرى الحمار المحمل بالحصاد والمربوط في الشجرة .
وفي مقدمة اللوحة يتمثل في شخصيتين هما الرجل وزوجته . ولقد وزع الفنان المساحات اللونية والأضواء لتوضيح أهمية كل جزء من أجزاء اللوحة. ويغلب على اللوحة الألوان الصفراء الذهبية وخاصة في بداية اللوحة ويخف اللون الأصفر كلما تعمقنا في اللوحة لنصل إلى الجبال باللونين الأزرق والبني.


التفسـيـر:

تعبر اللوحة عن تعليق إجتماعي قاس عن طبقة الفلاحين الفقراء الذين إجبروا على السعي والفلاحة ليحصدوا قوتهم الضئيل لإطعام أنفسهم وأطفالهم والبقاء على قيد الحياة , وظروف الحياة التي أجبرتهم على هذا العمل.
كما أحسن ميليه تصوير الرجل وزوجته فيبدو على الرجل القوة والنشاط بعكس المرأة التي يبدو عليها التعب .وكيف صور ميليه لباس هؤلاء الفقراء ,فالمرأة لباسها ملفوف ومربوط حولها وتحمي رأسها من حرارة الشمس بوشاح ملفوف حوله وأما الرجل فلباسه بسيط خفيف وعلى رأسه قبعة تحميه أيضا من حرارة الشمس. ويبدو أنهم في نهاية عمل اليوم.

الحكم :


نجح الفنان ميليه نجاحاً ملموساً في تصوير الفلاح وزوجته وكيف أنهم يساندون بعضهم لتحصيل طعام لهم ولأطفالهم . وصورت اللوحة الواقع الملموس لحياة الفقراء الشاقة.
وأعجبني كثيرا تصويره كيف أن المرأة تساعد زوجها ويتشاركان في عمل واحد , ولم ترق لي الخلفية.

الجمعة، 19 يونيو 2009

التقمـــــــص

للفنان Sir John Everett Millais في معرض Lady Lever في بريطانيا (لوحة زيتية)

تقمص من داخـــــل اللــــــــــــوحة ..

أبي .. يامصدر فخري وعزوتي .. ياكل الحنان والطيبةِ
منك تعلمت الحياة ونشأت لأصبح ما أبتغي ...وغمرتني بعطفك وحنانك وقلبك الأبيضِ
في قلبي حبك وذكراك ... فكل لحظة في حياتي تؤكد أنني أهواك .. لأنك في نظري أجمل من الملاك
أحبــــــــــــك سأقولها يا أبي لآآآخر الزمان .. فحبك هو الذي يمنحني في حياتي الآمان .. ورؤياك تصبرني على كل الأحزان
من لي سواااك يا أبي !! ... أنت عوني في هذه الحياة .. أنت من تحميني في الصعاب .. قل لي من لي سوااااك ؟؟
حمالك الله ياأبتي من أعدائك ونصرك عليهم .. وردك إليــــنا سالماً غانمـــاً معافــــــــــــى
فنحن بإنتظـــــارك .. فلا تطيـــــل عنا الغيـــــــــــــــــــــــاب



تقمص من خـــارجـــــها ...


يبدو أن الأب ذاهب للحرب والقتال ويظهر ذلك في لباسه الحديدي ويودع ابنتاه على حصانه المجهز لهذه الحرب بالحبال المزكرشة
وتبدوان البنتان حزينتان لفراق أبيهم ومتشذبتان به لايردن فراق حضن أبيهن الدافئ الذي حماهن كل هذه السنين من صعاب هذه الحياة فهو رب الأسرة والمعيل لها و هو السقف الذي حمي البيت ويحصنه
والأب يبدو عليه الحزن أيضا ولكنه يحاول عدم إظهاره حتى يكون رمزا ثابتا لإبنتيه والمرجع القوي لهن ويهون لهن ويطمئنهن أنهن سيعود قريباً بإذن الله وعليهن أن لايقلقن و أن يستجبن لما تأمرهن أمهن .
والطفلتان يبدو أنهن كن يلعبن في الحقل ويجمعن الحطب ويظهر ذلك في تجرد أرجلهن من الحذاء والأخشاب التي يحملنها على ظهورهن ...
ويبدو أيضا من بعيد تقفان راهبتان تراقبان المشهد المحزن حزينتين لما سيصبح مئال هاتان الفتاتان الصغيرتان .